اسحب

المدونة

الزراعة .....حلم اخضر

الزراعة .....حلم اخضر

أحمد ابو غانم - مساعد برامج

تشكل الزراعة في اليمن القديم القاعدة الأساسية لبنائه الاقتصادي منذ المراحل الأولى لتطوره الحضاري، ولا غرابة في ذلك، إذ أسهمت المقومات الطبيعية كالسطح وخصوبة التربة ووفرة المياه المتعددة المصادر والمناخ الملائم في ذلك الازدهار، كما أنَّ للمقومات البشرية دور إيجابي وهام كوفرة الأيادي العاملة التي كانت تقوم بالمهام الزراعية وبناء منشآت الري المتنوعة والمتطورة، فعلى الأودية أقام اليمنيون السدود، وأنشأوا القنوات، وفي المناطق الداخلية الجافة حفروا الآبار، وعلى المرتفعات بنوا المدرجات الزراعية واستغلوا مياه الغيول، كما تفننوا في بناء الصهاريج، كل ذلك كان مدعومًا بوجود سلطة قوية تحافظ على أنظمة الريَّ وتسنَّ القوانين الخاصة بتوزيع الأراضي الزراعية والمياه.

 

تعتبر الزراعة من أهم القطاعات الاقتصادية في اليمن، حيث يعمل في هذا القطاع 53% من قوة العمل، كما يعتمد 50% من سكان الجمهورية على عوائد الإنتاج الزراعي. وتشهد الزراعة في اليمن تراجع منذ السبعينات، فبينما كان يحقق اليمن الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية، إلا أن ذلك تراجع حتى 15% وتدنت مساهمة الناتج الزراعي في الدخل المحلي الإجمالي إلى 13%.

 

وفي ظل الحرب التي تشهدها اليمن، يضطر بعض المزارعين إلى التوقف عن زراعة أرضهم بسبب نقص المواد الزراعية والأسمدة والوقود، مما يؤدي إلى نقص في المحصول وارتفاع أسعاره، وبالتالي يؤثر على قدرة المواطن على شراء المواد الغذائية.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن احتكار بعض التجار للسلع والأغذية يؤدي إلى ارتفاع أسعارها، مما يؤثر على قدرة المواطن على شراء المواد الغذائية.

 

تحرص الحكومة اليمنية على دعم القطاع الزراعي في البلاد، وتعتبره أحد أهم المحاور في برنامجها الحكومي، وذلك لأنه يشكل مصدرًا رئيسيًا للدخل والتوظيف في البلاد، ويساهم في توفير الغذاء والأمن الغذائي للمواطنين. وقد اتخذت الحكومة خطوات عديدة لتطوير هذا القطاع، من بينها توفير التسهيلات المالية والضريبية للمزارعين، وتقديم الدعم المادي والتقني لهم، وتشجيع الاستثمارات في هذا المجال، كما تسعى إلى تطوير برامج التدريب والتأهيل المهني للشباب في هذا المجال بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني.

 

تعمل منظمات المجتمع المدني بالتعاون مع الحكومة على دعم الزراعة في اليمن من خلال توفير الدعم المالي والتقني للمزارعين، وتوفير البذور والأسمدة والآلات الزراعية، كما تقوم بتدريب المزارعين على أحدث التقنيات الزراعية والإدارة الزراعية، وتشجيع المزارعين على استخدام التقنيات الحديثة والممارسات الجيدة في زراعتهم.

 

وهناك العديد من المنظمات المحلية والدولية التي تساهم في دعم الزراعة في اليمن، مثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ، وغيرها من المنظمات الدولية والمحلية.

 

يمكن للأفراد المساهمة في دعم الزراعة و المزارعين من خلال شراء المنتجات المحلية والمزارعين الصغار، ودعمهم مادياً، والتطوع في الحقول للمساعدة في حصاد المحاصيل، والتوعية بأهمية الزراعة والاكتفاء الذاتي، والضغط على الحكومة لدعم الزراعة والمزارعين، والتواصل مع المنظمات المحلية والدولية التي تساهم في دعم الزراعة في اليمن.