اسحب

قصص ملهمة

التلمذة المهنية: بوابة يونس للحياة العملية

التلمذة المهنية: بوابة يونس للحياة العملية

يونس شاب يمني في مقتبل العمر يعيش في العاصمة صنعاء، تخرج من الثانوية في ظل أوضاع معيشية واقتصادية صعبة فرضت على اليمنيين عامة والشباب خاصة؛ بسبب سنوات من الحرب استهدفت المدارس والجامعات والمصانع والشركات وأدت إلى انعدام فرص العمل وتوقف دفع المرتبات ومغادرة رؤوس الأموال .

غدت الحرب والبطالة ثنائية تدمر أحلام شباب اليمن الباحث عن فرص العمل، لكن يونس لم يستسلم  لهذا الوضع، وحاول كثيراً البحث عن أي فرصة تدر عليه مصدراً للدخل؛ يقول يونس "بعد انقطاع المرتبات لم يعد لدى أسرتي أي مصدر دخل، فبدأت بالبحث عن أي فرصة عمل بعد تخرجي من الثانوية، رغم أنه لم تكن لدي أي مؤهلات تساعدني في الحصول على وظيفة أو حرفة أستطيع من خلالها  كسب المال".

لم يجد يونس عملاً لأنه لايمتلك المؤهلات أو الخبرات فنصحه أحد أصدقاءه بالتسجيل في برنامج التلمذة المهنية غير النظامية الذي تنفذه مؤسسة تنمية القيادات الشابة بالشراكة مع منظمة العمل الدولي بهدف تدريب وتأهيل الشباب في مهن ذات طلب عالٍ في سوق العمل من خلال التدريب في مواقع العمل وباعتماد مناهج متخصصة.

 تحمس يونس للفكرة و التحق بالبرنامج في مجال صيانة الموبايل، في الفترة من أغسطس 2018 إلى مارس 2019 ،  يقول يونس " تغيرت حياتي بعد البرنامج فقد كانت المعلومات التي اكتسبتها خلال البرنامج عن صيانة وبرمجة الموبايل جديدة بالنسبة لي، وكانت فرصة رائعة أن أتدرب على يد مدربين ذوي كفاءة عالية ، فقد ساعدني أسلوبهم في التعليم كثيراً على تطوير مهاراتي و خصوصاً  أثناء التطبيق العملي".

البرنامج كان بوابة يونس إلى الحياة العملية، إذ يقول " قبل البرنامج كنت عاطلاً عن العمل لا أمتلك أي خبرة أو مهارة، أما الآن فأنا من ذوي المهن ولدي محل ، أصبح لدى دخل دائم  و صافي ارباح تصل إلى 500 ألف ريال يمني".

يضيف يونس " لقد افتتحت بالشراكة مع أحد الأصدقاء محلاً للإلكترونيات وبيع وصيانة الموبايل أطلقت عليه اسم (تيرا سوفت)،  وبسبب المهارات التي تعلمتها في البرنامج كانت لدي الثقة والكفاءة اللازمة لإنجاح  المشروع وليس فقط إدارة المحل وصيانة وبرمجة الموبايل، فقد تعلمت أيضاً كيفية  التعامل مع العملاء بشكل لائق وكسب ثقتهم ".

أصبح يونس قادراً على إعالة أسرته المكونة من والدته و إخوته الأربعة، ويؤكد "بفضل نجاح مشروعي أصبحت قادراً على مساعدة أسرتي في توفير احتياجات البيت ودفع الإيجار، كما أساعد إخوتي في مصاريف مدارس أولادهم لأن مرتباتهم متوقفة، وأيضاً أقوم بادخار بعض المال من أجل إكمال نصف ديني".

تحلى يونس بالشجاعة لتجربة وتطبيق المهارات التي تعلمها في برنامج التلمذة المهنية، وبدأ مشروعه الخاص، ينصح يونس جميع الشباب والشابات بانتهاز مثل هذه البرامج التي تحفزهم وتساعدهم على رسم أهدافهم ، فالفشل  ليس ألا تبلغ هدفك بل أن لايكون لك هدف في الحياة .