1998

مبادرة "عالم الفتيات": مَهْدُ الانطلاقةِ الأولى

1998 - مبادرة

تأسست مبادرة "عالم الفتيات" في أواخر 1998م وكان حينئذ التعليم في اليمن يعاني من قصور كبير، إذ بلغت معدلات الأمية 63% - النسبة الأكبر منها كانت تقع على عاتق الفتيات، إذ حظي الذكور بفرص تعليمية داخلية وخارجية أفضل مقارنةً بالفتيات اللواتي حرمن من هذه الامتيازات لأسباب عديدة. وكانت دراسة أكدت أن اليمن من أكثر الدول التي فشلت في توفير فرص تعليم للفتيات، حيث ينخفض ​​مؤشر تكافؤ التعليم بين الجنسين، فمقابل كل 10 ذكور يلتحقون بالتعليم الأساسي، هناك 8 إناث، وينخفض بدرجة أكبر في التعليم الثانوي، حيث تلتحق 6 إناث بالتعليم الثانوي، مقابل كل 10ذكور.



 ومن منطلق ذلك وقبل صيف 1998م، جمع لقاء في العاصمة صنعاء بين كارن ميربرغ "زوجة السفير الهولندي الأسبق في صنعاء" والدكتورة انطلاق المتوكل، وتحدثن بشأن التحديات أمام الفتيات للحصول على الحق في التعليم، وعن احتياجاتهن الماسة لصقل المهارات في أساسيات اللغة الإنجليزية، كونها أداة الاتصال مع العالم الخارجي، وكانت كلاهن تتطوع في تعليم الفتيات اللغة الإنجليزية كلا في بيتها بأعداد قليلة جدا. وخلال اللقاء الثنائي، اقترحن توسيع تجربتهن، كون الكثير من الفتيات بحاجة لتأهيل، وبالتزامن مع ذلك تم استئجار روضة أحلام العصافير، وأُطلق عليها مبادرة عالم الفتيات، وخصصت بشكل كلي  لتعليم الفتيات اللغة الإنجليزية.



ولأن  نسبة كبيرة من المجتمع اليمني لا يحبذ اختلاط الجنسين ، لاسيما في الفصول المغلقة، كونه مجتمعًا محافظًا، فكانت المبادرة مكانًا ملائمًا وآمنًا للفتيات من الأسر المتحفظة، والتي انعكست ايجابياتها في توافد الكثير من الفتيات للتسجيل فيها، بالإضافة إلى توفير مقاعد مجانية للفتيات من الأسر ذو الدخل المحدود، بينما المقاعد الآخرى للفتيات المقتدرات مقابل رسوم بسيطة. وبالرغم من أن نسبة الإقبال لتعلم اللغة الإنجليزية كانت ضئيلة آنذاك، إلا أن عدد الفتيات المقبلات إلى المبادرة خلال صيف 1998م تجاوز السبعون فتاة.



الجدير بالذكر أن "مبادرة عالم الفتيات" تأسست  بشكل طوعي، وبجهود ذاتية من المؤسستان الرئيسيتان (ميربرغ والمتوكل)، دون الحصول على أدنى نسبة من عائد  المقاعد المدفوعة ، ومع ذلك قمن بدفع جزء من التكاليف التشغيلية كمساهمات شخصية، بينما خصصت رسوم الفتيات لسداد تكاليف إيجار مبنى  المبادرة . وتزامنا مع انطلاق المبادرة انضمت إليها العديد من المتطوعات اللاتي يمثلن حاليا ناشطات في المجال الحقوقي والمدني، منهن  زبيدة وأسمهان الطوقي وهناء الشامي وآمال الكبسي وعبير إسحاق، إضافة إلى الدكتورة قبول المتوكل والتي عملت كمتطوعة في المجال الإداري للمبادرة بهيكلها المبسط والمنحصر في تسجيل الفتيات والإدارة المالية للرسوم الدراسية.