اسحب

قصص ملهمة

التغيير في حياة وائل

التغيير في حياة وائل

وائل شاب تهامي في العشرين من عمره، غادر مع أسرته المكونة من سبعة أفراد مدينته هرباً من نار الحرب المشتعلة التي تشهدها الحديدة، المدينة الاستراتيجية بمينائها الأهم على مستوى اليمن. وقد شهدت هذه المدينة أكبر موجة نزوح جراء تصاعد المعارك، وأعلنت الأمم المتحدة ان أكثر من مليون شخص نزحوا منها منذ اندلاع الحرب في مارس 2015.

فرّ وائل وأسرته من جحيم الحرب إلى نار النزوح، فأصبح الحصول على سكن بسعر مناسب في صنعاء في ظل موجة النزوح، شبه مستحيل، إذ قل عدد الوحدات السكنية المعروضة للإيجار وارتفع إيجار المتوفر منها بشكل مضاعف. وزاد وضع الأسرة سوءاً فقدانها مصدر دخلها الوحيد بعد انقطاع الرواتب.

 لم يقف وائل مكتوف اليدين إزاء وضعه الراهن فهو يحتاج المال ليس فقط لمساعدة أسرته بل أيضاً لمواصلة تعليمه، فقد بدأ العمل على دراجته النارية واستخدمها كوسيلة نقل بمقابل مادي بسيط .

واعتاد السكان التنقل عبر تلك الدراجات نظراً لسرعتها ومقدرتها على اجتياز السيارات المزدحمة في الطرق الطويلة وداخل الأحياء والحارات، ويُقبل عليها الناس لأن أجرتها رخيصة في ظل ارتفاع أسعار المشتقات النفطية. يقول وائل "كنت أحاول التوفيق بين دراستي والعمل طوال اليوم وكان الدخل الذي احصل عليه بالكاد يغطي مصاريفي الدراسية ".

أحد أقارب وائل يمتلك ورشة صيانة دراجات وكان وائل يتردد عليها لإصلاح دراجته، وأخبره أن هناك فرصة تدريبية في صيانة الدراجات النارية في برنامج التلمذة المهنية تنفذه مؤسسة تنمية القيادات الشابة بالشراكة مع منظمة العمل الدولية وبالفعل انتهز وائل هذه الفرصة وسارع إلى التسجيل وتم قبوله للالتحاق بالبرنامج  . يقول وائل عن تجربته في البرنامج "لم يكسبني البرنامج مهارات صيانة الدراجات النارية وحسب؛ بل علمني كيف أخطط لفتح مشروعي الخاص وكيف أدير وأدخر المال في أي عمل أقوم به".

بعد انتهاء البرنامج في مارس 2019 صارت فكرة امتلاك ورشة صيانة للدراجات النارية تلمع في رأس وائل، فهو الآن قادر على إصلاح أي دراجة نارية ولديه ثقة في أنه يستطيع إدارة الورشة بالشكل الذي يضمن له الدخل وكذا الادخار.

إيمان وائل بقدرته على إنجاح مشروعه جعله يمتلك الشجاعة اللازمة لأن يقترض مبالغ مالية من بعض الأقارب والأصدقاء لشراء ورشة صيانة دراجات نارية كانت معروضة للبيع بالكامل في موقع ممتاز بشارع تعز في مديرية السبعين جنوب العاصمة صنعاء التي تعتبر واحدة من أكبر مديريات أمانة العاصمة من حيث الكثافة السكانية، يقول وائل "لولا قبولي في برنامج التلمذة المهنية لما فكرت يوماً في فتح مشروعي الخاص فالبرنامج و المدربين أعطوني الحافز، وتعلمت منهم كل المهارات اللازمة التي تؤهلني لافتتاح وإدارة ورشة صيانة دراجات نارية اسميتها "ورشة وائل"، ومنحت فيها فرصتي عمل لشخصين أحدهما حامد من زملائي في برنامج التلمذة " .

وائل اليوم أفضل من أي وقت فقد أصبح قادراً على تغطية نفقاته الدراسية ومساعدة أسرته في مصاريفها  ومصاريف مدرسة أخته الصغيرة، لم يستسلم للظروف والصعوبات التي واجهته كنازح بل اغتنم  فرصة التدريب التي حصل عليها، وأخذ يخطو بخطى ثابتة نحو تحقيق هدفه إلى أن وصل بعون الله إلى حلمه في فتح مشروع يدر عليه الدخل ويضمن له وأسرته وأسر العاملين معه العيش الكريم.