اسحب

آخر الأخبار

في اختتام مؤتمر شباب اليمن لبناء السلام شباب وشابات اليمن: حان الوقت لإشراكنا في صناعة القرار

في اختتام مؤتمر شباب اليمن لبناء السلام شباب وشابات اليمن: حان الوقت لإشراكنا في صناعة القرار

دعا شباب وشابات اليمن الى اشراكهم في صناعة القرار المتعلق باليات المساعي نحو السلام ومنها المفاوضات السياسية، وتوسيع دائرة الشراكات على مستوى المؤسسات الرسمية والقطاع الأهلي والخاص والمكونات الشبابية والمنظمات الدولية وغيرها من القطاعات الفاعلة الى جانب تبني برامج تعايش وادماج اقتصادية واجتماعية تمكنه من الدخول إلى سوق العمل.

جاء ذلك في البيان الختامي الصادر عن مؤتمر شباب اليمن لبناء السلام، الذي نظمته على مدى ثلاثة أيام، مؤسسة تنمية القيادات الشابة بالتعاون معمنظمة شباب بلا حدود، بالشراكة مع تحالف مجموعة التسعة النسوية وبدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة وصندوق الأمم المتحدة للسكان، بمشاركةٍ واسعة من شباب وشابات اليمن في الداخل والخارج، وحضورٍ فاعلٍ لصناع القرار على المستوى الدولي، على رأسهم المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث، وممثلي عدد من وكالات الامم المتحدة، وسفير الاتحاد الأوروبي والسفير البريطاني في اليمن.

وأكد المشاركين والمشاركات في المؤتمر على ضرورة تعزيز دورهم في عملية بناء السلام وصنع القرار في مختلف مراحله ومستوياته، وإشراكهم ضمن وفود المفاوضات وفي عملية بناء السلام، كما دعوا المبعوث الأممي إلى اليمن لإشراك شابات وشباب اليمن ضمن فريقه الاستشاري، وأوصوا كافة الأطراف والفاعلين الدوليين بما في ذلك المبعوث الأممي بوضع آليات فعالة لتطبيق القرارين الأمميين 2250و2419.

وشدد الشباب والشابات، في المؤتمر الذي أقيم بالتنسيق مع مكتب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، على أهمية تعزيز الأمن الإنساني والنهج طويل المدى لمعالجة ومنع الأسباب الجذرية للصراع، من خلال حث الدول الأعضاء على زيادة استثمار الموارد في المؤسسات والمبادرات السلمية، بما في ذلك تبني سياسات تنمية اقتصادية واجتماعية مراعية للنوع الاجتماعي، وتعميم منظور النوع الاجتماعي في برامج إصلاح القطاع الأمني وآلية العدالة الانتقالية.

وطالب ما يزيد عن ألف شاب وشابة شاركوا في المؤتمر من خلال برنامج "الزوم" وقاعات المؤتمر في عدد من المحافظات والدول واللقاءات التشاورية، بضرورة الإفراج عن جميع المحتجزين والمختفين قسرياً، والمساءلة حول انتهاكات حقوق الإنسان وإنهاء سياسة الإفلات من العقاب، وكذا وقف تجنيد الأطفال والتجنيد القسري.

كما دعوا المبعوث الأممي والمجتمع الدولي للضغط على كافة الأطراف لفتح الممرات والطرقات بين المدن والمناطق اليمنية مثل تعز والضالع وصنعاء ومأرب والحديدة ولحج، وفتح مطار صنعاء الدولي والمطارات اليمنية الأخرى أمام الرحلات التجارية، وإنهاء كافة القيود والعراقيل المفروضة على أنشطة الشابات والشباب وعلى المجتمع المدني بشكل عام في جميع المناطق.

وشددوا على أهمية تحييد التعليم عن الصراع، وبرامج ومشاريع التمكين الاقتصادي، وبرامج ومشاريع بناء قدرات الشابات والشباب في مختلف المجالات، فضلاً عن ضمان وتعزيز تكافؤ الفرص في التعليم والعمل.

وأكدوا على ضرورة نبذ لغة الإرهاب والتطرف والعنف، وتعزيز الثقة بين المجتمعات المحلية ومنظمات المجتمع المدني، وضمان تطبيق المنظمات لمبادئ الحكم الرشيد والتشاركية مع المجتمعات المحلية؛ ودمج منظور الشباب والنوع الاجتماعي في جميع مستويات البرامج والهياكل الإدارية، وتعزيز التنسيق والتكامل بين المنظمات على جميع المستويات، وضمان توفر وتتبع التمويل الذي يراعي أولويات أجندة الشابات والشباب والنساء والسلم والأمن على المستوى المحلي.

وشملت توصيات الشباب والشابات الضغط باتجاه وقف التدخلات الخارجية وإيقاف الدعم العسكري الخارجي منعاً لتزايد حدة الصراع، والسعي نحو تفعيل الحوار بين اليمنيين وفق قواعد وطنية غير مرتبطة بإرادات خارجية.

وكان المؤتمر بدأ بجلسة افتتاحية أدارتها ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في اليمن والعراق دينا زوربا، أكدت فيها على اهمية مخرجاته التي ستسهم في تمكين الشباب والشابات استناداً لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2250 بشأن الشباب والسلام والأمن "الذي يعد فرصة يمكن أن تتيح للشباب أن يلعبون دورًا مهمًا وإيجابيًا في الحفاظ على البيئة، وتعزيز السلم والأمن الدوليين".

كما تحدث مبعوث الامم المتحدة الى اليمن مارتن جريفيث قلائلا: "إن أطراف الصراع في اليمن يجب أن يكونوا مسؤولين عن إحلال السلام" ومستغربا من عدم إشراك الأطراف السياسية للنساء والشباب في المفاوضات، "جميعكم لاحظتم أننا نحاول من أجل ذلك، قبل عامين ذهبنا إلى السويد، وكانت امرأة واحدة فقط مشاركة في المفاوضات على الرغم من التقدم المحرز في مؤتمر الحوار الوطني، وذلك كان فشلاً".

وأردف قائلاً :"جميع الأطراف يجب عليها إشراك الشباب والنساء بشكل أكبر، نحن نساعد على التركيز على النوع الاجتماعي، واستطعنا التركيز على مجموعة التسعة وتحقيق بعض النجاح ونحاول جاهدين أن نجعل الناس تفهم أنها ستحصل على السلام الذي تستحقه قريباً"، مشيراً إلى أنه يتم التحضير لعملية سياسية واسعة في 2021م "نستطيع عبرها إنهاء الصراع"، وتابع "كما بدأنا بوضع خارطة لإشراك الشباب، وعلى المجتمع الدولي أن يسمع أصوات الشباب اليمني وأن يحرص على إحلال السلام من أجلهم ونحن نعمل على ذلك".

فيما تطرق سفير الاتحاد الاوروبي لدى اليمن هانس جروندبرج، إلى الصعوبات التنموية، وعن الأمل في تجاوزها، قائلا: "بعثة الاتحاد الاوروبي أكدت على أهمية المساواة في النوع الاجتماعي ليكون نهجاً اساسياً في كل جهودها وكل ما تقوم به، بالنسبة لنا نؤمن بأهمية إدماج النساء والشباب والرجال من أجل إنهاء الصراع في اليمن".

بدوره أكد السفير البريطاني لدى اليمن مايكل ارون، على أن إنهاء القتال جهد يجب أن يقوم به الجميع.. وقال: "نريد إنهاء النزاع وإنهاء الكوارث، ونأمل أننا سنبلي حسناً، ومن المهم أن يكون للشباب دور كبير".

وأضاف "بدون التنسيق ستستمر الحرب، وبدون عمل وتصميم على تحقيق تقدم لن يتحقق السلام، ونحن في المملكة المتحدة ملتزمون بإنهاء هذه الحرب في اقرب وقت".

من جانبها أكدت المدير الاقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية سوزانا ميخائيل، أن الشباب هم المعرفة والقيادة والطاقة، وأن اشراكهم وإشراك النساء أيضاً في عمليات صنع القرار فرصة لصناعة التحول من أجل وقف العنف، باعتبار الشباب القوة والثروة التي نمتلكها من أجل إيقاف العنف.

وشددت ميخائيل على ضرورة أن يتم تنفيذ القرار 2250 والاستثمار في الشباب والشابات من أجل وجود مجتمع آمن، لافتة إلى أن هذا القرار يحث الدول الأعضاء على إعطاء الشباب دور أكبر، وهذا ما تعمل عليه الأمم المتحدة ويتطلب رفع هذا الدور.

وقال نيستور اوموهانجي ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان بأن على الجميع العمل مع الشباب لتحقيق السلام، وتحدث عن أهمية مشاركة الشباب في حل المشاكل في مجتمعاتهم "الشباب هم الجزء الأكبر من المجتمع وهم أهم الفئات، وشباب اليمن لديهم القدرة على إحداث تغيير حقيقي، وأدعو إلى دعم مبادراتهم، كما نقدر ونشكر أدوارهم الكبيرة والتزامهم نحو المستقبل".

وفي ختام فعاليات المؤتمر أشادت كبير خبراء الجندر  في هيئة الأمم المتحدة للمرأة روان عبابنة، بتفاعل المشاركين على مدى ثلاثة أيام، وقالت:" سنكون على تواصل مع الحكومات المختلفة والشركاء ومكتب المبعوث الأممي والشبكات المحلية والعاملة في الشباب، وهذا المؤتمر مقدمة فقط للتأكيد على دور الشباب في الأمن والسلام، وكثير من التوصيات لامست قضايا يمنية حساسة وهامة وهذا يدل على أن الشباب يعي تماماً القضايا الوطنية ونراهن عليكم في بناء السلام"، وخاطبت الشباب:" بعد المؤتمر سننطلق في حملة مناصرة لضمان تنفيذ مخرجات المؤتمر وستكون النساء معكم للضغط من أجل تنفيذ أجندة النساء والسلام".

وتحدث مسؤول أجندة الشباب بصندوق الأمم المتحدة للسكان وائل عريم:" نؤكد أننا في صندوق الأمم المتحدة للسكان سنواصل العمل جنباً إلى جنب مع شركائنا من أجل تنفيذ التوصيات والدفع بأجندة السلام والأمن وبناء المعرفة وبناء قدرات الشباب والشابات، وسندعم الشباب والشابات والتكتلات الشبابية والتوافق الشبابي للعمل من أجل السلام".

فيما أكد رئيس منظمة شباب بلا حدود ماجد الخليدي، على أن الشباب لعبوا دوراً هاماً في المسار الثالث لبناء السلام والتعايش الاجتماعي.. وقال:" الشباب لديهم القدرة اليوم على أن يقولوا نحن هنا، وسيعكسون رؤى وتطلعات الكثير من الفئات".

كما شدد على أهمية الشراكة بين المكونات المختلفة والعمل بما فيه المصلحة الوطنية.. مؤكداً أن المكونات النسوية تعد القدوة التي يجب الاقتداء بها وقد كان للتوافق تجربتها الرائدة في مجال السلام.

مديرة مؤسسة تنمية القيادات الشابة صفاء راوية من جانبها هنأت الشباب والشابات بنجاح المؤتمر، وقالت:" نحن نؤمن بقدرات وطاقات الشباب وسنبذل الكثير من الجهود لأجلكم بما يجعل من الشباب فاعلين وقادرين على الحضور بشكل أفضل، وهذه المخرجات هي حجر أساس لعمل الشباب في اليمن وسيكون للشباب مساحة للعمل وإرساء السلام المستدام وتفعيل القرار 2250", ونوهت بالحوار الجاد والهام الذي دار خلال أيام المؤتمر.. مؤكدة أنه سيتم ترجمة هذه الحوارات إلى برامج عملية تخدم الشباب. 

وخلال 9 جلسات استعرض المشاركون في المؤتمر نتائج مشاورات شبابية شارك فيها 990 شاب وشابة في عشر محافظات في المرحلة الأولى، ومن جميع المحافظات في المرحلة الثانية.

وشمل برنامج المؤتمر في اليوم الأول أربع جلسات برئاسة الدكتورة انطلاق المتوكل و ميج فيلانوفا. وقد تناولت الجلسة الأولى التقدم في العملية السياسية وعمق شراكة ومشاركة المرأة، وتحدث خلالها الخبير في الأمن والسلام غرايمي سمبسون،وسفير الإتحاد الأوروبي هانس جروندبرج، وعن مؤسسة تنمية القيادات الشابة نوال دبيس.

وتناولت الجلسة الثانية دور الشباب في بناء السلام عل مستوى العالم "إنشاء وتمكين بيئة مناسبة"، تحدث فيها عفراء مير من كشمير، وروكسانا فيفا من فنزويلا، ومارسيليا يعقوب ومنال محمود من جنوب السودان، وجويندوليون ميرز من ليبيريا، عن تجاربهن في المشاركة في عملية بناء السلام في دولهن، وعن التحديات التي واجهتهن لكونهن شابات أو لكونهن إناث نتيجة لتمييز قائم على النوع الاجتماعي، وعن الدروس المستفادة من هذه التجارب وقدمن توصيات ليستفيد منها شباب وشابات اليمن.

وخصصت الجلسة الثالثة لمناقشة الحماية والوقاية تحدث فيها السفير البريطاني لليمن مايكل آرون، وخبير هيئة الأمم المتحدة للمرأة للمناصرة في المكتب الإقليمي في مصر عماد كريم، والمستشار الإقليمي للشباب في صندوق الأمم المتحدة للسكان سامر عانوتي، والخبراء في الأمن اهيذر كايون والجنرال اليكس ماكينتوش.

بينما تناولت الجلسة الرابعة جهود المرأة والشباب في اليمن "ماتم القيام به وما هو مخطط له" تحدث فيها، ممثلة التوافق النسوي اليمني من أجل الأمن والسلام  لمياء الإرياني، وممثلة تحالف مجموعة التسعة فاطمة مشهور، وعن التوافق الشبابي للأمن والسلام جمال الصبري، علا السقاف.

وتضمن برنامج المؤتمر لليوم الثاني عرضاً قدمته وميض شاكر، تناول بناء فهم مشترك لمسودة الإطار الاستراتيجي لقرار مجلس الأمن رقم 2250 للشباب والسلام والأمن في اليمن، وجمع الملاحظات حول السياق، المشاكل، الأثر، الأهداف الاستراتيجية، الأولويات، والاستراتيجيات أو المناهج، وكذا بناء فهم مشترك للإطار التشغيلي لمسودة الإطار الاستراتيجي؛ وجمع الملاحظات حول الحوكمة، الهيكل، التنسيق، والتشغيل. 

وركزت الجلسات في اليوم الثاني، والتي يسرها 9 ميسراً، على إطار العمل على الاستراتيجيات المشاركة الحماية والوقاية والشراكة وإعادة الإدماج بناء على القرار الأممي 2250.

يذكر أن المؤتمر ضم فعاليات في كلٍ من تركيا، مصر، الأردن، روسيا، ألمانيا، ماليزيا، وأمريكا، تم ربطها افتراضياً بجلسة انعقاد موحدة، وبمشاركة المؤتمرات المحلية التي تُعقد بالتزامن في عدد من المدن اليمنية، صنعاء، سيئون، المهرة، شبوه، الضالع، تعز، مأرب، لحج، أبين، المكلا.