اسحب

آخر الأخبار

شباب وشابات اليمن يشاركون في حل أصعب التحديات

شباب وشابات اليمن يشاركون في حل أصعب التحديات

مطلع سبتمبر 2021، أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الوطن العربي ومؤسسة تنمية القيادات الشابة كشريك محلي في اليمن، برنامج القيادات الشابة السابع. البرنامج الذي تبنته المنظمة الأممية لأول مرة عام 2015 جاءت النسخة السابعة منه تحت عنوان "إحداث التغيير من الداخل إلى الخارج".

وكعادة هذا البرنامج الريادي الموجه للشباب والشابات في التطرق لقضايا مختلفة ركز هذه العام على الرفاه الاقتصادي والاجتماعي، وكيف يمكن أن تكون معالجة الصحة النفسية للشباب والشابات جزءًا من إيجاد حلول لتحديات مجتمعاتهم. وفي هذا السياق وصفت منسقة المشاريع في مؤسسة تنمية القيادات الشابة أسماء القباطي البرنامج بالنوعي لاستهدافه فئة الشباب، والشابات، وللتدريبات النوعية التي يقدمها، والمنهجية المستخدمة "إضافة إلى أنه برنامج إقليمي، وينفذ في عدة دول عربية، ويقوم من خلاله الشباب والشابات بتمثيل بلدانهم وتقديم حلول لمشكلات مجتمعاتهم".

البرنامج موجه بشكل رئيسي على للبحث في أوساط الشباب والشابات عمن لديه حل مبتكر لمعالجة أي من التحديات الاجتماعية، ويشجع من يريد تصميم وتنفيذ تلك المشاريع الإبتكارية، وكما في النسخ السابقة وجه الدعوة للشباب والشابات في اليمن لتقديم أفكار مشاريع ضمن مسارين: بناة المجتمع، وريادة الأعمال.

تقول القباطي عن مشاريع الشباب: "تنوعت المشاريع بين الريادية، والمجتمعية، وجاءت اغلبها إبتكارية تساهم في ايجاد حلول فريدة". صممت أغلب المشاريع الشبابية بغرض تقديم حلول للمشكلات البيئة والصحية والزراعية والتعليمية مثل تدوير المخلفات وتحويلها الى غاز منزلي، الزراعة بدون تربة، وانشاء المنصات التعليمية والتطبيقات. تقول القباطي عن المشاريع: "قدمت حلول لكل ما يحل مشكلة يعاني منها المجتمع، ويلامس معاناته، والفريد فيها أنها مبتكرة وتساهم في توفير الجهد والمال".

كان أغلب الشباب والشابات المشاركين في البرنامج على مستوى اليمن من مناطق تشهد صراع أو متأثرة بشكل مباشر من الصراع الحالي والحالة الإنسانية المتفاقمة. وإلى جانب الحالة الامنية غير المستقرة في عدن أثناء سير البرنامج تضررت عدد من المحافظات نتيجة لأثار التغيرات المناخية، شهدت محافظة تعز أمطار غزيرة وسيول جارفة فيما ضرب إعصار شاهين محافظتي حضرموت والمهرة. وخلقت هذه الاوضاع تحديات اضافية واجهها الشباب والشابات المشاركين في البرنامج تسببت في انقطاع عدد كبير منهم عن التدريبات بعضهم لمدة يوم والبعض الاخر لمدة يومين ومع ذلك عادوا وواصلوا.

للعام الثاني على التوالي تم تنفيذ أنشطة البرنامج إفتراضيا عبر برنامج الزووم استجابة للظروف التي فرضها وباء كورونا (كوفيد19). وإلى جانب كل تلك التحديات عانى شباب وشابات اليمن نتيجة لضعف خدمة الأنترنت والإنقطاع المتكرر للكهرباء، إلا أن ذلك لم يمنعهم من التنافس على الإبداع.

بعد شهرين من التدريب المتواصل والفعاليات والانشطة تم تنظيم فعالية للتحكيم المحلي، حيث عرض الشباب والشابات المشاركين والمشاركات في البرنامج فيديوهات ملخصة عن مشاريعهم،  وتم تشكيل لجنتي تحكيم الاولى في مسار ريادة الأعمال، والثانية في مسار بناة المجتمع، وفاز ستة شباب وشابات من المسارين بجوائز تقدر بـ 2000$ لكل فائز، فيما تأهلوا إلى جانب 4 شباب وشابات آخرين للمشاركة في الفعالية الإقليمية.

وفي ظل الصراع الدامي الذي تشهده البلد، فإن الشباب يكونوا بأمس الحاجة لمثل هكذا فرص، وحسب أسماء القباطي، وهي منسقة البرنامج في مؤسسة تنمية القيادات الشابة، والتي تقول ان هذا الاستهداف للشباب يأتي لأنهم الشريحة الأكبر في اليمن، ومن منطلق احتياجهم، وتعطشهم، وتضيف: "هذه البرامج تعتبر نقطة بداية، وانطلاق لهم، كما هي بناء لقدراتهم، ومهاراتهم، وبالنظر إلى الظروف التي تمر بها البلاد، فقد جعل التركيز على الشباب أكثر، كي يساهموا في إيجاد حلول لقضايا مجتمعية، وأيضاً التفكير في فتح مشاريع تدر لهم الدخل"

منذ العام الماضي، عكست مشاركة شباب وشابات اليمن وتأقلهم الوعي العالي والالتزام الجاد لديهم، ورغبتهم الحقيقية في معالجة أصعب التحديات في عصرنا والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ورغم الحرب فإن هناك تفاصيل مختلفة تشكل قصصا فريدة جعلت الإيمان بالشباب والشابات يزداد وتزيد المراهنة على قدرتهم في تصميم وتنفيذ حلول تنمية مبتكرة، مؤثرة ومستدامة، لذا زادت أيضا الجهود الرامية لتمكينهم ودعمهم. وقد قدم شباب وشابات اليمن نموذجا مشرفا، وفازت مشاريع ثلاثة شباب من اليمن في مسابقة السنة الماضية من برنامج القيادات الشابة وحصد محمود الأشول المركز الأول. كما ان هذا العام لازال التنافس مستمر، وحظوظ الشباب اليمني بالفوز كبيرة.

وسبق وأن حازت اليمن في النسخة السابقة على المراكز الأولى، بالإضافة إلى التنافس للسنة الثاني على التوالي على المقدمة، وذلك حسب أسماء القباطي التي تقول ان ذلك "يثبت مدى قدرة الشباب اليمني على الابتكار والإبداع، متى ما توفرت له الظروف"